حايا اقلمي عفار وأمهرة الذين تعرضوا لعدوان شديد من قبل الجبهة الشعبية لتحرير تيغري في الأشهر الأخيرة.

مجلة هورن ريفيو: سيادة السفير ، شكرا على الوقت الذي منحتنا لإجراء هذا اللقاء معك. هل يمكنك أن تحدثنا عن الوضع الحالي في الشمال وتحديداً الصراع المتصاعد في إقليم عفار وأجزاء من منطقة اقليم أمهرة ودور الحكومة في إيصال المساعدات الضرورية للمناطق المتضررة ؟ بالإضافة إلى ذلك ، هل هناك تعاون بين الحكومة الإثيوبية وشركائها الدوليين وجهود مشتركة في هذا الصدد ؟

السفير دينا :على الرغم من أن الحكومة خصصت أموالا لجهود الإغاثة المبذولة إلا أن الاستفزاز المتجدد من جانب الجبهة الشعبية لتحرير تيغري يستمر في التأثير على المدنيين الأبرياء وتعطيل سبل عيشهم. وهذه الجماعة المعادية تواصل إعاقة إيصال الإغاثة ليس فقط إلى إقليم تيغراي ولكن أيضًا إلى المناطق المتضررة من النزاع في اقلمي عفار وأمهرة. بالإضافة إلى منع وصول الأموال والموارد المخصصة لهذه المناطق ، نحن نبذل قصارى جهدنا لإيصال المساعدات دون عوائق. هذه أولوية للحكومة الإثيوبية وهذا مايرده المجتمع الدولي ايضا.
بصفتنا إثيوبيين ، نعتقد أنه ينبغي علينا مساعدة الناس ، ونحن مهتمون في المقام الأول برفاهيتهم وأمنهم. ولسوء الحظ ، كانت الجبهة تعرقل وتوقف أمام جهودنا. وإيصال المساعدة مرهون اولا بالوصول إلى المناطق المتضررة من النزاع. نحن بحاجة إلى النظر الى جميع الحقائق ويجب أن ندعو الأشياء بأسمائها الحقيقية.هذا ما يحدث حاليا، لا يكفي الاعتراف بهذه الحقيقة على نطاق واسع فحسب ، بل يجب إدانتها بشدة.
نحن نعمل بالفعل مع شركاء دوليين ، مثل برنامج الأغذية العالمي، وبما ان أقلمي أمهرة وعفار هما الأكثر تضررا من عدوان الجبهة الشعبية لتحرير تغراي ، فإننا ندعو شركائنا والجهات المعنية إلى التركيز بشكل أكبر لإغاثة هذه المناطق. ومن المتوقع حدوث بعض الفجوات في إيصال المساعدة وتسليمها ، ولا تزال هناك فجوة واضحة بين الحاجة الملحة على الأرض والجهود المبذولة حاليا في تلبيتها

 

مجلة هورن ريفيو: ما الذي تأمل الحكومة في تحقيقه في الحوار الوطني المخطط له مبدئيًا؟

السفير دينا : نأمل أن يتم هذا الحوار الوطني الشامل بين كل فئات المجتمع. بهدف معالجة بعض الاختلافات الجوهرية لدينا ، فهو ليس حوارًا حصريًا بين النخب السياسية فحسب ، ولكنه أيضًا حوار يتم على مستوى القاعدة الشعبية ايضا. من الواضح أن هناك العديد من المظالم الكامنة في مجتمعنا والتي إذا تركت دون معالجة ستستمر في توليد العنف. وتتطلب الانقسامات الأخيرة طويلة الأمد اضافة الى الانقسامات المجتمعية والسياسية والثقافية والاقتصادية من إثيوبيا الحوار وبناء تقارب في الآراء على كل هذه المستويات. ويظل هذا هو هدفنا الأساسي حتى نتمكن أخيرًا من إنهاء سوء الفهم المستمر منذ عدة قرون والذي أدخل مجتمعنا في دائرة من الصراع أعاق تقدمه. نأمل أن يخلق هذا الحوار الوطني بيئة مواتية لبناء سلام دائم على أساس التفاهم المتبادل. أود أيضًا أن أذكر أن أولئك الذين وصفهم البرلمان بأنهم إرهابيون لن يشاركوا في هذه العملية نظرًا لقضيتهم التي تتعارض ولا تتماشى مع هدف الحوار الشامل

مجلة هورن ريفيو : بالنظر إلى الأخبار الأخيرة عن استكمال إثيوبيا الناجح لاختبار توربينات سد النهضة الإثيوبي العظيم ، هل يمكنك ان تشاركنا الخطط القادمة للحكومة؟ وفي هذا الصدد ، ما هو موقف إثيوبيا من المفاوضات الثلاثية التي هي برعاية الاتحاد الأفريقي؟ وبالإضافة إلى ذلك ، هل تتوقع الحكومة الإثيوبية أي تغييرات في الموقف السوداني والمصري؟

السفير دينا: بصفتي دبلوماسيا ، لست مطلعاً على كل التفاصيل الفنية للمشروع ومع ذلك ، يمكنني أن أؤكد أننا أكملنا بنجاح اختبار التوربينات ونتوقع أن يبدأ سد النهضة في توليد الطاقة مبكرًا باستخدام توربينات محدودة. وهذا إنجاز عظيم للشعب الإثيوبي ، ويمكنني القول لجميع أصدقاء إثيوبيا أيضا.
ومنذ افتتاحه المشروع في أبريل 2011 ، أفصحت إثيوبيا عن أهدافها بشأن سد النهضة بشكل واضح: وترغب إثيوبيا في استخدام مواردها الطبيعية لتوليد وتوفير الطاقة الكهربائية لما يقرب من 70 في المائة من سكانها الذين يعيشون في الظلام دامس لعدم وصول خدمة الكهرباء لهم، وأود أن أشدد أن إثيوبيا ليس لديها أي نية في إلحاق الضرر بدول المصب ، وبالتحديد مصر والسودان. نظرًا لأن النيل نهرعابر للحدود ، فنحن نريد أن يكون هذا المشروع مصدرًا للتعاون وليس مصدرًا للاحتكاك أو الصراع المتبادل. وموقفنا هذا ليس فقط بشأن سد النهضة ولكن أيضًا يتوافق مع رؤيتنا الكبيرة و الشاملة للمنطقة
تم تصميم المشروع بحيث تكون عمليات البناء والتعبئة متسلسلة: كل خطوة تعتمد على الخطوة السابقة. وإن مراحل ملء الخزان ليست سوى خطوة في التسلسل المنطقي لعملية البناء. ويبدو أن غير الخبراء في هذا المجال ، في تحليلهم السطحي ، يقدمون هاتين الخطوتين كعمليتين منفصلتين ، لا سيما في سياق عملية الملء. وفي هذا الصدد ، لا توجد اتفاقيات ذات طبيعة ضمنية بين الأطراف تمنع استمرار بناء سد النهضة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي ، تظل إثيوبيا ملتزمة تمامًا بالمحادثات الثلاثية مع السودان ومصر. وعلى حد علمي ، فإن المفاوضات التي كانت جارية متوقفة مؤقتًا لسببين: أولاً ، بسبب نقل رئاسة الاتحاد الأفريقي من فخامة الرئيس. فيليكس – أنطوان تشيسكيدي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الرئيس ماكي سال رئيس السنغال. ونأمل أن تحافظ محادثات سد النهضة برئاسة الرئيس الجديد على التقدم الجيد الذي تم إحرازه في عهد الرئيس السابق.
والسبب الثاني ، الاضطرابات الحالية المؤسفة في السودان كان لها دور للتوقف المؤقت لمفاوضات سد النهضة. وتأمل إثيوبيا في ان يعود الاستقرار وتعودة الأمور إلى طبيعتها في المنطقة ، ونعتزم بالتأكيد الاستمرار بمجرد استئناف المفاوضات حول المحادثات الأخيرة ، ولاحظنا أن شركائنا المفاوضين لم يعودوا يدخلون ويخرجون من المفاوضات كما يحلو لهم ، ونأمل أن يتفاوضوا بحسن نية حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي. هناك مشكلات فنية تمكنا بطريقة ما من التغلب عليها ، ولكن لا تزال هناك بعض المشكلات القانونية التي لا يزال يتعين علينا معالجتها. وأنا واثق من أنه يمكننا تضييق الفجوات بنفس الطريقة والتوصل إلى حل يربح فيه الجميع.

أجرى: المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية والمدير العام للدبلوماسية العامة، السفير دينا مفتي مقابلة مع مجلة هورن ريفيو لمناقشة موقف إثيوبيا الدبلوماسي في المنطقة ، وموقفها الحالي بشأن المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة كما ركز المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية على بعض التحديات التي تواجهها الحكومة في توفير الإغاثة الفعالة لض

مجلة هورن ريفيو: كيف تصف العلاقات الإثيوبية السودانية الحالية؟ هل تتوقع الوزارة أي تغيير في الموقف من الجانب السوداني؟

السفير دينا: إثيوبيا والسودان لديهما تاريخ مشترك طويل في التعاون المتبادل. وفي الآونة الأخيرة كلنا نذكر الدور المهم الذي قام به رئيس الوزراء الأثيوبي في المصالحة بين النخب السياسية السودانية وإنشاء مجلس السيادة في السودان من خلال جهوده الحميدة. وبالمثل ، عندما واجه الإثيوبيون صعوبات ، قوبلوا بترحيب حار من جيرانهم السودانيين. القيادة الحالية في السودان ، سواء كان ذلك بسبب عوامل خارجية أو ضغوطات الأحزاب ، اختارت التعدي على الأراضي السيادية الإثيوبية. وتواصل إثيوبيا الضغط من أجل حل سريع لهذه القضية بالذات من خلال الآليات الإقليمية القائمة ، مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الشعوب ، فإن شعوبنا لديها الكثير لتتعلمه وتستفيد منه من التعاون والعمل معًا. هذا هو السبب في أن علاقتنا الحالية مع السودان تحت الحكم العسكري لا ترقى إلى مستوى تاريخنا العريق و إمكاناتنا المستقبلية.

مجلة هورن ريفيو: برأيك ما هي أولويات السياسة الخارجية لهذه الوزارة في المستقبل؟

السفير دينا : نظرًا لكون أهدافنا مترابطة فمن الصعب تحديد هدف واحد للسياسة الخارجية كهدف خاص بها، لكن بشكل عام ، أود أن أقول إن هدفنا الأساسي في عام 2022 هو إعادة علاقاتنا مع المجتمع الدولي. سواء كانت علاقاتنا الثنائية والمتعددة الأطراف ومصالحنا في إقامة تحالفات طويلة الأجل ومشاريع تنموية على أساس مستمر. نظرًا للاحتياجات المتنوعة للبلاد ، ونخطط أيضاً للانخراط الكامل مع الشركاء الدوليين دون تحيز أو أحكام مسبقة.
وفي سياق الصراع الحالي ، ستواصل إثيوبيا تعريف المجتمع الدولي وشركائها على وجه الخصوص بالحقائق والتطورات الموجودة من جانب الحكومة.
وطبعا إعادة الإعمار هي أولوية لا تقل أهمية بالنسبة للوزارة حيث نراها ركيزة في جهودنا لإيصال السلام والاستقرار. ولهذه الغاية ، نطلب من حلفائنا وأصدقائنا دعم
جهودنا في إعادة البناء والإصلاح وإعادة الحياة الطبيعية التي تشتد الحاجة إليها.

تمت الترجمة بواسطة :- فهد العنسي

Share